آخر الأخبار

الأحمد.. سوري مسلم يواجه الرصاص في استراليا وينقذ عشرات الأشخاص من مجزرة محققة

أعلنت الشرطة الأسترالية اليوم الأحد مقتل 12 شخصا  يهودياً وإصابة أكثر من 10 آخرين في إطلاق نار خلال احتفالات بعيد “الحانوكا” اليهودي في منطقة شاطئ “بوندي” الشهير قرب مدينة سيدني. وأشارت الشرطة إلى أن من بين القتلى أحد منفذي الهجوم، كما أن شرطيين تصديا للمهاجمين بجانب شخص مدني حيّد احد المهاجمين بشجاعة ليتضح أنه مسلم من أصول سورية بخلاف ما تم نشرها في وسائل إعلام إسرائيلية بانه يهودي بطل؟




الرجل الذي لعب الدور الحاسم في تقليص حجم المجزرة على شاطئ بوندي في مدينة سيدني هو أحمد الأحمد، سوري مسلم عربي، يبلغ من العمر 43 عامًا، ويقيم في أستراليا منذ سنوات. الأحمد مواطن أسترالي يعيش في سيدني، ويملك متجرًا لبيع الفواكه في منطقة سذرلاند (Sutherland)، وهو أب لطفلين.

أحمد الأحمد لم يكن عنصر أمن، ولا يملك أي خبرة سابقة في استخدام الأسلحة، ولم يكن مشاركًا في الاحتفال الذي استُهدف، بل تواجد في المكان بالصدفة. ومع ذلك، عندما بدأ إطلاق النار وشاهد أحد المسلحين يطلق النار على الحشود، اتخذ قرارًا بالغ الخطورة، وتقدّم نحوه واشتبك معه جسديًا، وتمكن من انتزاع السلاح من يد المهاجم، في لحظة وُصفت لاحقًا بأنها من أكثر المشاهد شجاعة وجرأة في تاريخ الحوادث الأمنية بأستراليا.




خلال هذه المواجهة المباشرة، أُصيب أحمد الأحمد برصاصتين، وتم نقله إلى المستشفى حيث خضع للعلاج، ومن المقرر أن يخضع لعملية جراحية. ورغم إصابته، أكدت التقارير الطبية الأولية أن حالته مستقرة.


وسائل الإعلام الأسترالية ركزت بشكل واسع على دور أحمد الأحمد، واعتبرته عنصرًا أساسيًا في إنقاذ أرواح عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا في موقع الهجوم.




هوية الشخص الذي تم تحييده (المهاجم)

بحسب المعلومات الأولية التي كشفتها السلطات الأسترالية، فإن أحد منفذي الهجوم الذي تم تحييده وقتله برصاص الشرطة هو شخص يُدعى نافيد أكرم، باكستاني الجنسية، ويقيم في منطقة بونيريج (Bonnyrigg) جنوب غرب مدينة سيدني.

وأكدت مصادر أمنية أن نافيد أكرم كان معروفًا لدى الأجهزة الأمنية، لكن ليس باعتباره يشكل تهديدًا وشيكًا، وهو ما أثار لاحقًا تساؤلات واسعة حول كيفية تمكنه من التخطيط للهجوم وتنفيذه دون رصد مسبق.

الشرطة الأسترالية داهمت منزل نافيد أكرم في بونيريج بعد الهجوم، وفرضت طوقًا أمنيًا على المنطقة، وسط تحذيرات للسكان والصحفيين من الاقتراب، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.




تفاصيل الهجوم على شاطئ بوندي

الهجوم وقع في منطقة شاطئ بوندي (Bondi Beach) الشهير قرب مدينة سيدني، أثناء احتفال أكثر من 1000 شخص بعيد الحانوكا اليهودي. وبحسب الشرطة، فتح مسلحان النار من جسر للمشاة يربط بين منطقتي كامبل باريد (Campbell Parade) وجناح بوندي.

شهود عيان تحدثوا عن حالة من الذعر والفوضى، حيث شوهد مئات الأشخاص يفرّون في جميع الاتجاهات فور سماع دوي الطلقات. وأظهرت الصور الأولى رجلين يرتديان ملابس سوداء، وهما يطلقان النار باتجاه الحشود.

الشرطة أعلنت مقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 29 آخرين بجروح متفاوتة، في واحدة من أعنف الحوادث التي تشهدها أستراليا في السنوات الأخيرة.




تدخل الشرطة والتصنيف الإرهابي

قوات الشرطة هرعت إلى المكان فور تلقي البلاغات، وتمكنت من قتل أحد المسلحين في موقع الهجوم، فيما جرى اعتقال المسلح الثاني، وهو حاليًا قيد الاحتجاز والتحقيق.

مفوض الشرطة في ولاية نيو ساوث ويلز، لانيون، أعلن رسميًا أن ما جرى يُصنّف على أنه عمل إرهابي، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يوجد تهديد آخر على السكان.

وأشار المفوض إلى العثور على عبوات ناسفة بدائية الصنع داخل سيارة مرتبطة بالمسلح الذي قُتل، وكانت متوقفة في منطقة كامبل باريد، ما دفع الشرطة إلى توسيع نطاق التحقيقات.




توثيق لحظة انتزاع السلاح

موقع ABC Net الأسترالي نشر تفاصيل عن مقاطع مصورة التقطتها كاميرات المراقبة، تُظهر لحظة تدخل أحمد الأحمد. ويظهر في الفيديو رجل بملابس مدنية يختبئ خلف سيارة، قبل أن ينقض بشكل مفاجئ على أحد المسلحين وينتزع سلاحه.

الفيديو أظهر لاحقًا المهاجم الثاني وهو يواصل إطلاق النار، قبل أن يشير إلى شريكه الأعزل بالعودة إلى الجسر، في مشهد يعكس حالة الارتباك التي أحدثها تدخل الأحمد.

إشادات رسمية وشعبية

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، وصف ما حدث بأنه “حدث صادم وغير مألوف في أستراليا”، لكنه شدد على أن مشهد الرجل الذي نزع سلاح المهاجم كان “أكثر مشهد مذهل شاهده في حياته”.




وأضاف:

“هذا الرجل بطل حقيقي، وليس لدي أدنى شك في أن عددًا كبيرًا من الأشخاص ما زالوا على قيد الحياة الليلة بفضل شجاعته”.

مواقع إخبارية مثل News.com.au وSydney Morning Herald أشادت بأحمد الأحمد، ووصفت تدخله بـ”العمل البطولي الذي لا يُصدق”.

شهادة العائلة

مصطفى، ابن عم أحمد الأحمد، صرّح لشبكة 7 News الأسترالية بأن أحمد في المستشفى، وأن العائلة تنتظر تطورات حالته الصحية، قائلًا:

“نأمل أن يكون بخير، هو بطل 100%”.





نوعية الأسلحة المستخدمة

التقارير الأمنية رجّحت استخدام بنادق من نوع Bolt Action Rifles، وهي بنادق مصممة لإحداث إصابات قاتلة على مسافات بعيدة، إضافة إلى الاشتباه باستخدام Shotguns، خاصة أن فوارغ ذخيرة شوهدت في موقع الحادث.

هذه الأسلحة، رغم أنها أبطأ من الأسلحة نصف الآلية، إلا أنها شديدة الخطورة، خصوصًا عند استخدامها من مواقع مرتفعة أو مسافات قريبة.

تساؤلات حول قوانين السلاح

الهجوم أعاد فتح النقاش حول كيفية تسرب الأسلحة النارية إلى أيدي المدنيين، رغم أن أستراليا تطبق واحدة من أشد قوانين السلاح صرامة في العالم منذ اتفاقية 1996 التي جاءت عقب مجزرة بورت آرثر.

وبحسب الاستخبارات الجنائية الأسترالية، يوجد أكثر من 260 ألف سلاح ناري غير قانوني متداول في البلاد.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى